روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | قد كان لي قلب!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > قد كان لي قلب!


  قد كان لي قلب!
     عدد مرات المشاهدة: 2817        عدد مرات الإرسال: 0

إستيقظت يوما على صوت آذان الفجر وهو يشق الكون ويهتك ستر الظلام... يدوي في الفضاء ليعلن التوحيد لرب الارباب ويوقظ الغافلين النائمين ليجيبوا داعي الله... فتقلبت على فراشي ونهضت كأنما على صدري الإغلال وكبلتني السلاسل فتوضأت وضوء المتثاقل وذهبت أجر الخطى الى المسجد لا اسمع الا وقش النعال وفحيح الانفاس واردد بين الحين والآخر التهليل والتسبيح لرب العالمين عندما ارفع راسي للسماء وارى تلك النجوم تزهر كأنما تسبح باريها.

وقطع ذلك إقامة الصلاة فأسرعت الخطى وصففت خلف الامام أستمع لما انزل من الآيات!!

ولصلاة الفجر روحانية مختلفة عن الصلوات الاخرى فحاولت ان أسمع بقلبي لما يتلى من الايات.. فقلت مابال القلب لايتحرك ولايخشع لهذه الآيات التي لو انزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله!! أهو السر في صوت الإمام وأدائه؟؟ ام إنها في اذن السامع وقلبه؟؟ فأصغيت الى الامام... واذا بصوت شجي جميل خاشع فإيقنت ان السبب في اذن السامع بل في قلبه.

فسالت القلب.. مابالك لاتتأثر ولاتتحرك؟؟ فقال سل العين لما لاتدمع وتغسل ماران علي من الذنوب؟؟ أم انها شغلت بالنظر هنا وهناك فلم تتفكر في ماحولها من الآيات ولم تخلُ يوما تقلب ناظريها في ماخلق الله!! بل شغلت في النظر الى ردئ المناظر وقبيح الصور، وسل الأذن كم سمعت من اللغو والباطل والزور؟؟ وكم أصمها من صخب الحياة وضجيج الكلام الذي لايزيدها الا صمما وأعرضت عن سماع الحق والنور المبين فزادتني مرضا....وسل اليدين كم بطشت وطاشت في الحلال والحرام؟؟ ولم تعقد أنملة تسبح الله وتقدسه....

وسل القدم كم حملت ومشت وذهبت وجاءت في خطى تائهة؟؟ لاتحمل صاحبها الى رياض الجنة ومنازل السكينة وحفيف الملائكة....

وسل الفرج كم صدق الجوارح ووافقها وذل في تلبية رغبتها وشهوتها متغافلا عن اللذة العظمى في الجنة....

وسل اللسان كم كذب وإغتاب ونطق؟؟

وكم القى من الكلمات من سخط الله لايلق لها بالا يزل بها في الدركات؟؟.

ثم تنهت القلب وقال...

لا تسلني عن حياتي وكلهم يقذفونني بالشهب المحرقة ويسقونني السم الزعاف!! وإن أمرتهم لايسمعون وان نهيتهم لايطيعون...

فهل لي بعد هذه السهام القاتلة من حياة؟؟

لاتقل نعم!!

ولكن قل.. قد كان لي قلب ينبض بالحياة.

الكاتب: خالد بن محمد الوهيبي.

المصدر: شبكة الصوت الإسلامي.